الحلقة الثالثة ـ الأمراض النفسجسمية
أمراض الأوعية الدموية ـ
الدورية والقلب
التعريف :
يعرف الأطباء النفسيون أمراض
الأوعية الدموية والدورية والقلب بأنها : مجموعة الاستجابات الوعائية القلبية التي
تظهر على شكل أمراض في الدم أو القلب والتي تلعب العوامل النفسية فيها دورا هاما
مثل : ( عصاب القلب ، التوتر الزائد ، الإغماء ، الصداع ، ضغط الدم الجوهري ، لغط
القلب الوظيفي ويتفرع عنها تصلب الشرايين أو انسداد الشرايين ، سرعة خفقان القلب ،
الحمى الروماتزمية ، ووصولها للقلب ، الطفل الأزرق والتشويه الخلقي ، التهاب غشاء
التامور ، الذبحة الصدرية ، التجلط التاجي ، الضغط الدموي ، فقر الدم ( الأنيمياء
) وغيرها 0
القلـــــب :
يعتبر القلب أحد أعضاء الجسم
الهامة الذي لا يزال في حاجة إلى إجراء أبحاث كثيرة عنه رغم المعلومات العديدة
التي توصلنا إليها فعلا ، ويمثل القلب مضخة حيوية تعمل باستمرار لدفع الدم في شبكة
الأوعية المرتبطة به ، وإذا اختلت حركة القلب ولم يصل الدم إلى عضو من أعضاء الجسم
فإن هذا العضو يعتبر في حكم الميت ، وهذا ما نجده في حالات شلل الذراع أو القدم أو
توقف جزء من أجزاء المخ عن أداء عمله وإذا لم يوصل القلب الدم إلى أنسجته وعضلاته
ذاتها فإن الجسم كله يتعرض للوفاة 0
وتشير أحدث البحوث الطبية
للجمعية الطبية الأمريكية لعام 1986م إلى الحقائق التالية :ـ
1ـ أن القلب يجيب على كثير من
الحوادث النفسية أكثر من أي عضو في البدن .
2ـ أن كل الدوافع لها صلة
بالقلب والدورة الدموية ، والقلب هو المعبر عن كل الانفعالات .
3ـ أن عدد ضحايا القلب هو (
32% ) من مجموع الوفيات في العالم .
عصاب القلب :
اصطلاح يعبر عن أعراض مختصة
بالقلب ولكنها ( نفسية المصدر ) كارتعاش وخفقان القلب ، وقصر التنفس ، وتشنج ولغط
وألم 0 وعند التشخيص التفريقي يحدد الطبيب حالة أمراض القلب العضوية ويميزها عن (
الأمراض النفسجسمية ) ومن أبرز العوامل المساعدة على ظهور عصاب القلب ما يلي :ـ
1ـ وجود توتر وصراع انفعالي
عند المريض .
2ـ فشل المريض في اجتياز فحص
جسماني واهتمام الطبيب الزائد بقلب المريض .
3ـ حدوث ( وفاة فجائية ) أو
مرض قلبي لأحد أصدقاء المريض أو أحد أفراد عائلته .
4ـ ظهور أعراض وقتية غير
متوقعة نتيجة عوامل ثانوية كاستعمال المخدرات والإدمان على الخمور أو الإسراف في
التدخين والمنبهات كالقهوة وغيرها .
5ـ الخوف الدائم من الموت أو
المرض أو العمل الشاق تحت إرهاق وشروط صعبة.
التوتـــــــر
الزائـــــــــد :
أ ـ يقود التوتر الزائد
لارتفاع فوري في ضغط الدم ، وهذا هو ( ضغط الدم المرتفع ) المزمن دون وجود أساس
عضوي بارتفاع ( الضغط الأساسي ) ويستمر هذا الارتفاع طالما لم يجد المريض حلا
للمشكلة الانفعالية ويولد عبئا ثقيلا في الأوعية الدموية قد تصل إلى نزيف دماغي أو
جهد زائد فوق طاقة القلب ، وكلاهما مؤشر أخضر لقدوم الموت .
ب ـ تكمن خلف ارتفاع الضغط ديناميات
عدوانية ، وقلق حاد عند المصاب ويزداد قلق المريض من خوفه من التعبير عن مشاعره .
الإغمـــــــــــاء :
يولّد ( الخوف الشديد )
انخفاضا مفاجئا في ضغط الدم ، والتشخيص التفريقي يميز بين الإغماء الذي يحدث نتيجة
استجابة نفسية هستيرية ، والإغماء الناتج عن اضطراب أوعية القلب الدموية
الصــــــــــداع :
وينشأ من عوامل نفسية في أغلب
الحالات ومن هذه العوامل ، تجميع الانفعالات وتراكمها لدرجة لا يستطيع الشخص
تحملها ، فالانفعال الذي يشعر به الإنسان يبقى إذا لم يستطع التعبير عنه .فإذا
تجمع قدر كبير منه أدى إلى حدوث اضطرابات مثل الصداع .
الصداع النصفي :
للعوامل النفسية دور كبير في
هذه الحالة وفيها يحدث انقباض لبعض شرايين المخ بصفة مؤقتة يؤدي إلى ظهور بعض
الأعراض ، كرؤية أضواء أو بقع سوداء أو الشعور بتنميل في أحد جانبي الجسم ، ويلي
ذلك تمدد لبعض الشرايين الخارجية بالرأس فيحدث الألم .ويتكرر الصداع في ناحية
واحدة من الرأس ، ولذلك يسمى بالصداع النصفي ، ويصاحبه غثيان وقيء أحيانا ، وقد
يمتد الصداع فيشمل جانبي الرأس .
الصداع الناشيء عن توتر عضلات
الرأس :
وينتج الصداع في هذه الحالة
من توتر عضلات الرأس الناشيء من القلق والضغوط التي يتعرض لها الفرد ، ويشعر
المريض بالألم في الرأس من الخلف ، وخلف الرقبة ، ومن الناحيتين ، لا في ناحية
واحدة . ويشعر كما لو أن رباطا يشد رأسه .
أنواع أخرى من الصداع :
1ـ صداع ناتج عن أمراض الجهاز
العصبي .
2ـ صداع ناتج عن أمراض الأنف
والجيوب الأنفية .
3ـ صداع ناتج عن أمراض الأسنان
أو التهابات الفم .
4ـ صداع ناتج عن أمراض العينين
وارتفاع الضغط داخل العيون أو مرض الماء الأزرق وغيرها
5ـ صداع ناتج عن ارتفاع ضغط
الدم والتوتر الانفعالي .
6ـ صداع ناتج عن استعمال حبوب
منع الحمل .
7ـ صداع ناشيء عن العادة
الشهرية أو الإسراف في العادة السرية .
لغط القلب الوظيفي :
يميل الأفراد الواقعون تحت
ضغوط الانفعال لتركيز اهتمامهم على ( الخلل في ضربات القلب ) وهذا يؤدي لتقوية
العرض واللغط ، وحالة اللغط أو الاضطراب في دقات القلب غالبا ما تصاحب المواقف
الحرجة كالانفعالات المفاجئة أو المخاوف أو حالات الاتصال الجنسي أو الصدمات
العاطفية أو مواقف التنافس والغيرة التي تزداد بها إفرازات الأدرينالين كمؤشر
للقلق أو الاضطراب .
واللغط يعني أن هناك همهمة
مسموعة بواسطة الطبيب ، وذلك في مرحلة الانقباض البطيني ( لغط انقباض أو سستولي )
ويعرفه الطبيب لأنه يسمع ما بين الصوت الأول والثاني للقلب .
أمراض الجهاز التنفسي :
1ـ الربو الشعبي :
وهو أحد أمراض الحساسية حيث
يستثار الجسم وتثار فيه مادة الهستامين التي تعتبر مسؤولة عن كافة أشكال الحساسية
، ويهاجم الربو جهاز التنفس ويصاحبه ضيق التنفس واللهث والسعال المستمر أو المتقطع
والإحساس بالحشرجة في الصدر والبلغم ، وهذا كله يضيق الشعب الهوائية التي تحمل
الهواء إلى الرئتين ، وقد تتورم جدرانها بسبب تقلص عضلاتها وبرهن ( ريز Rees ) أن 80% من مرضى الربو
كانت لديهم اضطرابات نفسية .
2ـ حمـى القش :
وهو أحد أنواع الحميات وتظهر
على شكل زكام موسمي شديد مع انسداد في الأنف ومخاط مستمر وضيق في التنفس ، وتلعب
الحالة النفسية دورا رئيسيا فيها ، كالحزن ، والشدائد والصراع الجنسي ، ولا سيما
حالات البرود والكبت .
3ـ السل الرئوي :
أثبت الطب أن جرثومة السل
المعروفة Tubercle Haillus هي
المسؤولة عن السل الرئوي .ومع ذلك ورغم انتشارها حولنا بكل مكان فإن هنالك أفرادا
يصابون بها وآخرون لا يصابون بها . وتلك أكدته البحوث التجريبية الطبية بأن الضغوط
والشدائد النفسية ، كالحب الفاشل ، وصراعات الجنس ، والعدوان الطفولي ، والقلق تؤدي
إلى تغير ملموس في إفراز هرمون ( الأدريناكورتيزون ) مما يفتح الطريق أمام جرثومة
السل الرئوي لضعف المقاومة ويزداد ذلك في ( حالات التدخين الشديد ) باعتبار
التدخين متنفسا نفسيا للضغوط